بسم الله الرحمن الرحيم
صلوات الله وملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وعلى أجسادهم ورحمة الله وبركاته
لم ترا أمرأة مارأته زينب من المصائب والمحن، شرقت الشمس وحولها الفتية الهاشمية، وأشبال عبد المطلب، وليوث الأنصار، وغربت وهم صرعى على الصعيد مجزرين.
وليس هذا وحده، فهناك العشرات من الأطفال يطاردون خلفها بعد أن أضرمت النار في المخيم، وهم ينادون: عمة أين نذهب،هذه النار قد أقتربت منا.
وهناك عائلة الرسولا سلم، ومخدرات أمير المؤمنين ، وبنات فاطمة ، وقد لذن بها محتميات من بأس الأعداء، ينظرن ماتصنع.
ويقول صاحب الخصائص الحسينية، إنها كانت قد وطنت نفسها عند إحراق الخيم أن تقر في الخيمة مع النسوة، إن كان الله شاء إحراقهن كما شاء قتل رجالهن، ولذلك قالت للإمام زين العابدين عند أضطرام النار ياأبن أخي مانصنع؟ مستفهمة منه مشيئة الله فيهن، وإلا فمن يرى النار يهرب منها بالطبع، ولا يستشير فيما يصنع.
ويجيب : عمة فرو على وجوهكم، ففررن بنات الزهراء، يتراكضن من خباء إلى خباء، ومن خيمة إلى خيمة.
(تعليق: هنا السيدة زينب سلام الله عليها أعطتنا درس بأن سيد الساجدين هو إمام مفترض الطاعة فلو قال لها ابقي مع النسوة و الأطفال في الخيمة لما تأخرت عن ذلك... وعندما أذن لها الأمام بالخروج قائلا: عمة فرو على وجوهكم لم تتأخر أيضا)
استمرت هذه النار بعض الوقت، ملتهمة ما أبقاه أهل الكوفة من متاع لآل محمد، ثم سكنت، ولم يسلم من تلك الخيام إلا خيمة واحدة.
أخذت زينب تجمع فيها النساء و الأطفال، تتفقد النساء واحدة واحدة، وتتفحص عن الأيتام جميعهم، وطبيعي أنها لم تستطع أن تجمع كل الذين فرو، فهناك أطفال سحقتهم الخيل، و آخرون ذهبو من غير قصد...
نعم إنها بذلت أقصى جهدها في جمع النساء و الأطفال في تلك الخيمة، ثم جلست طرف الخيمة، وأمرت أختها أم كلثوم بالجلوس في الطرف الآخر حراسة للعائلة، حافظة من الطوارق.
تعمل زينب هذا وكأنها لم تصب بهذه الكارثة، ولم تروع بهذه المصيبة، فهي تدير العائلة كأحسن مايمكن أن تدار، تجمع المتشتت، وتمرض المريض، وتصبر النسوة، وتهدئ اليتامى.
تقوم زينب بهذا ونحوه برباطة جأش، وحزم وعزم، وتتجلى في هذا الموقف مواهب العقيلة وماتتمتع به من إيمان وتقى، ورضا بقضاء الله تعالى، وصبرا على بلائه.
فاَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ سَيِّدِ الأَنْبِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صاحِبِ الْحَوْضِ وَاللِّواءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ وَوَصَلَ إِلَى مَقامِ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ الْهُدى وَسَيِّدِ الْوَرى وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الرَّدى اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بِنْتَ صاحِبِ الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَالشَّرَفِ الْعَمِيمِ وَالآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صاحِبِ الْمَقامِ الْمَحْمُودِ وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ وَاللِّوآءِ الْمَشْهُودِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْهَجِ دِينِ الإِسْلامِ وَصاحِبِ الْقِبْلَةِ وَالْقُرْآنِ وَعَلَمِ الصِّدْقِ وَالْحَقِّ وَاْلإِحْسانِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صَفْوَةِ الأَنْبِياءِ وَعَلَمِ الأَتْقِيآءِ وَمَشْهُورِ الذِّكْرِ فِي السَّماءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ وَسَيِّدِ خَلْقِهِ وَأَوَّلِ الْعَدَدِ قَبْلَ إِيجادِ أَرْضِهِ وَسَماواتِهِ وَآخِرِ اْلأَبَدِ بَعْدَ فَناءِ الدُّنْيا وَأَهْلُهُ الَّذِي رُوحُهُ نُسْخَةُ اللاَّهُوتِ وَصُورَتُهُ نُسْخَةُ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَقَلْبُهُ خَزانَةُ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
صلوات الله وملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وعلى أجسادهم ورحمة الله وبركاته
لم ترا أمرأة مارأته زينب من المصائب والمحن، شرقت الشمس وحولها الفتية الهاشمية، وأشبال عبد المطلب، وليوث الأنصار، وغربت وهم صرعى على الصعيد مجزرين.
وليس هذا وحده، فهناك العشرات من الأطفال يطاردون خلفها بعد أن أضرمت النار في المخيم، وهم ينادون: عمة أين نذهب،هذه النار قد أقتربت منا.
وهناك عائلة الرسولا سلم، ومخدرات أمير المؤمنين ، وبنات فاطمة ، وقد لذن بها محتميات من بأس الأعداء، ينظرن ماتصنع.
ويقول صاحب الخصائص الحسينية، إنها كانت قد وطنت نفسها عند إحراق الخيم أن تقر في الخيمة مع النسوة، إن كان الله شاء إحراقهن كما شاء قتل رجالهن، ولذلك قالت للإمام زين العابدين عند أضطرام النار ياأبن أخي مانصنع؟ مستفهمة منه مشيئة الله فيهن، وإلا فمن يرى النار يهرب منها بالطبع، ولا يستشير فيما يصنع.
ويجيب : عمة فرو على وجوهكم، ففررن بنات الزهراء، يتراكضن من خباء إلى خباء، ومن خيمة إلى خيمة.
(تعليق: هنا السيدة زينب سلام الله عليها أعطتنا درس بأن سيد الساجدين هو إمام مفترض الطاعة فلو قال لها ابقي مع النسوة و الأطفال في الخيمة لما تأخرت عن ذلك... وعندما أذن لها الأمام بالخروج قائلا: عمة فرو على وجوهكم لم تتأخر أيضا)
استمرت هذه النار بعض الوقت، ملتهمة ما أبقاه أهل الكوفة من متاع لآل محمد، ثم سكنت، ولم يسلم من تلك الخيام إلا خيمة واحدة.
أخذت زينب تجمع فيها النساء و الأطفال، تتفقد النساء واحدة واحدة، وتتفحص عن الأيتام جميعهم، وطبيعي أنها لم تستطع أن تجمع كل الذين فرو، فهناك أطفال سحقتهم الخيل، و آخرون ذهبو من غير قصد...
نعم إنها بذلت أقصى جهدها في جمع النساء و الأطفال في تلك الخيمة، ثم جلست طرف الخيمة، وأمرت أختها أم كلثوم بالجلوس في الطرف الآخر حراسة للعائلة، حافظة من الطوارق.
تعمل زينب هذا وكأنها لم تصب بهذه الكارثة، ولم تروع بهذه المصيبة، فهي تدير العائلة كأحسن مايمكن أن تدار، تجمع المتشتت، وتمرض المريض، وتصبر النسوة، وتهدئ اليتامى.
تقوم زينب بهذا ونحوه برباطة جأش، وحزم وعزم، وتتجلى في هذا الموقف مواهب العقيلة وماتتمتع به من إيمان وتقى، ورضا بقضاء الله تعالى، وصبرا على بلائه.
فاَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ سَيِّدِ الأَنْبِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صاحِبِ الْحَوْضِ وَاللِّواءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ وَوَصَلَ إِلَى مَقامِ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ الْهُدى وَسَيِّدِ الْوَرى وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الرَّدى اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بِنْتَ صاحِبِ الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَالشَّرَفِ الْعَمِيمِ وَالآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صاحِبِ الْمَقامِ الْمَحْمُودِ وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ وَاللِّوآءِ الْمَشْهُودِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْهَجِ دِينِ الإِسْلامِ وَصاحِبِ الْقِبْلَةِ وَالْقُرْآنِ وَعَلَمِ الصِّدْقِ وَالْحَقِّ وَاْلإِحْسانِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صَفْوَةِ الأَنْبِياءِ وَعَلَمِ الأَتْقِيآءِ وَمَشْهُورِ الذِّكْرِ فِي السَّماءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ وَسَيِّدِ خَلْقِهِ وَأَوَّلِ الْعَدَدِ قَبْلَ إِيجادِ أَرْضِهِ وَسَماواتِهِ وَآخِرِ اْلأَبَدِ بَعْدَ فَناءِ الدُّنْيا وَأَهْلُهُ الَّذِي رُوحُهُ نُسْخَةُ اللاَّهُوتِ وَصُورَتُهُ نُسْخَةُ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَقَلْبُهُ خَزانَةُ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ